لماذا تقدم القماش فوق الجرة؟!!!
........................................................................
ما الذي يخطر في بال الرسام عندما يقرر رسم موضوع ما خصوصا عندما يكون الموضوع (او التشكيل) من بنات خياله وليس نقلا عن الواقع؟؟
وما الذي يدفعه لاختيار الموضوع,
وعناصر الموضع,
وتكوينه؟؟.
في اللوحة ادناه:
ما الذي يصنعه الحبل في اللوحة؟؟
ولماذا تقدم القماش امام الجرة ولماذا لا يكون خلفها كالمعتاد؟؟
وما هو تاثير اسم الجلالة "الله" الذي في اللوحة؟؟
وهو استطاع اسم الجلالة ان يستقطب النظر الى الربع السفلي الايسر من اللوحة (المهمل في الوحات عادة) بعد ان كان الربع الاعلى الايمن هو المهيمن؟؟؟
وهل طاقة الاستقطاب البصري للحروف والكلمات تفوق (كما يقال) طاقة الاشكال والالوان مهما كانت صارخة؟؟؟
وهل استطاعت قطعة القماش الحمراء الصغيرة على الارضية معادلة الطاقة البصرية لقطعة القماش التي في الاعلى؟؟.
وهل كانت القيمة الجمالية لهذه اللوحة (ان وجدت) معتمدة على تقنية الرسم ام على شكل التكوين واختيار الموضوع ,
ام على شيء اخر؟؟.
هل فعلا ان طريقة قرائتنا لهذه اللوحة تبدا
بان تستقطب انظارنا زهرة الجوز البيضاء الكبيرة ثم ننتقل الى باقي الزهرات التي تتدرج في الحجم والشدة,
لننتقل بعدها تدريجيا بواسطة الحبل الى حيث المسمار المثبت على الجدار,
والذي تقودنا نهاية الحبل السائبة الى حيث اسم الجلالة,
ثم ننتقل الى حيث قطعة القماش الحمراء الصغير,
لننتقل بعدها الى اسفل الجرة,
ومنها الى حيث قطعة القماش الكبيرة (السجادة),
ومن السجادة نعود مرة اخرى الى ازهار الجوز ,
ثم الى الحبل,والمسمار ,واسم الجلالة,
وهكذا تستمر عملية التنقل البصري
راسمين بذلك دورة كاملة منسابة وغير متقطعة؟؟.
هل يجب على جميع الاعمال الفنية ان يكون الانتقال بين عناصها منسابا على هذه الشاكلة؟
ام ان هنالك مبررات تعبيرية وجمالية تقتضي احيانا ان يكون الانتقال بين العناصر بواسطة "الوثب"(القفز) وليس الانسياب السلس؟؟.
هذه الاسئلة يطرحها الفنان على نفسه اثناء تنفيذه للعمل او بعد قرائته له.
اما ان لم يفعل ,
فسوف تكون نتاجاته الفنية مجرد
"ضربة حظ"
تفلح احيانا وتخيب اخرى!!.
اللوحة من رسم: عمار سالم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق