هل يجب ان تحمل اللوحة اسما؟؟!
..................................................................
في نهاية فلم "فرانكشتاين"
يسئل احدهم ذلك الوحش "المسخ" عن اسمه,
فيجيبه المسخ بنوع من الحزن :
للاسف فان من صنعني لم يمنحني اسما!!.
.......................................................................
لماذا يجب ان تحمل اللوحة اسما؟؟؟
هل يختلف مستوى فهمك واستيعابك و"تقييمك" للوحة عندما تعرف اسمها من عدمه؟؟
اليس من الافضل ان تبقى اللوحة بدون عنوان حتى لا تحبس نفسها في ذلك السجن الضيق من الاسماء والمعاني؟؟
اليس من الافضل ان يتاح لكل متلقي ان يعطي للوحة الاسم الذي يرغب فيه بدلا من ان يفرض اسمها من قبل صانعها؟؟؟.
.............................
اليس اسم اللوحة هو تلخيص للفكرة التي يريد الرسام ايصالها؟؟
اليس وضع عنوان للوحة هو نقل اللوحة من جنس "الرسم" الى جنس "الكتابة"؟؟
ثم من قال بان ايصال ما يريد الرسام ايصاله للمتلقي من افكار اهم من ترك المتلقي "هائما" و"منشغلا" في البحث عن تلك الفكرة؟؟؟
.........................................
لماذا يصرّ اغلب المتلقين على سؤال الرسام عن اسم اللوحة التي يشاهدونها؟؟
هل مرد ذلك قصورهم في ادراك المعنى المقصود؟؟
ام لرغبتهم في معرفة ما يقصده الرسام اكثر من رغبتهم في تذوق لذتها واكتشاف اسرارها والغازها؟؟؟
................................
هذه اللوحة اعلاه
هل سيختلف تقييمك لها حين تعرف اسمها او عنوانها من عدمه؟
وهل سيكون تذوقك لها مختلفا عندما تعرف عنوانها من عدمه؟؟؟
(اللوحة من رسوم عمار سالم)
..........................................................
من جانب اخر,
هل يضع الرسام عنوان اللوحة قبل رسمها ام بعده؟؟
بل هل يفكر الرسام في عنوان اللوحة اصلا قبل ان يساله احدهم عن اسمها؟؟
الا يضع اغلب الرسامين عناوين لوحاتهم بعد القراءة الثانية لها ؟؟
في الغالب بعد القراءة الثانية للنص,وبعد ان ينهون العمل , يعودون ليتقمصوا دور المتلقي ,فيقرؤون اللوحة بصفتهم المتلقي,ثم يمنحونها الاسم الذي قد يكون حقيقيا وصادقا في التعبير عن مضمون وفكرة اللوحة,او قد يكون مجرد عنوان "مبهرج" غايته لفت الانظار ورفع قيمة العمل الفني الذي قد لا يحمل من المعاني عشر ما يحمله العنوان!!.
..............................................
لكن,
ماذا لو لم نعطي للوحة اسما؟
كيف سيمكن ان نعرّف تلك اللوحات ونميز فيما بينها بواسطة الكتابة؟؟؟
لوحة "قبيحة" مثل الموناليزا(!!),
كيف يمكن ان اذكرها في هذا النص لو لم تكن تحمل اسما؟؟
...................................................
لكن هل كان "دافنشي" هو من منحها اسم "الموناليزا"؟؟
ام ان النقاد والجمهور هم من منحها هذا الاسم؟؟؟؟
.............................................................
يبدو ان معضلة "عنوان اللوحة"
ستبقى -على بساطتها- مجالا للجدليات الفكرية التي لن تجد لها حلا,
كحال اغلب جدليات الانسان التي ولدت معه ,
ثم مات ولم يجد لها قرارا!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق